كلما اعتقد البيضاويون أن ساعة الحسم بالنسبة إلى منطقة درب عمر في وسط المدينة اقتربت إلا ويجدون أنفسهم في بداية الطريق، فرغم الكثير من الوعود السابقة التي تحدثت عن ضرورة وضع حد لحالة الاكتظاظ المزمنة التي تعرفها هذه المنطقة، بسبب الحركة التجارية، فإن لا شيء من ذلك حدث لحد الساعة، وهو ما يجعل الكثير من البيضاويين يشعرون باستياء عارم، نظرا للتأخر في معالجة هذه الإشكالية، خاصة على مستوى حركة السير والجولان. فمنطقة درب عمر، التي تعد واحدة من أهم المناطق التجارية التي توجد في العاصمة الاقتصادية، أصبح المرور منها بالنسبة للسائقين والراجلين، على حد السواء، عذابا يوميا أثناء أوقات الذروة.
وظهرت في السنوات الأخيرة وسيلة جديدة زادت من حدة أزمة التنقل في منطقة "درب عمر"، يتعلق الأمر بالدراجات ثلاثية الدفع "طربورطورات"، التي انضافت إلى شاحنات الوزن الثقيل، التي تجلب السلع إلى هذه المنطقة، الأمر الذي عمق بشكل كبير من أزمة النقل والتنقل في أهم مركز تجاري في الدار البيضاء.
وقال سائق طاكسي يشتغل في الخط الرابط بين وسط المدينة ومقاطعة اسباتة: "هاذ الطربورطورات هوما للي كانوا باقيين للبلاد، مشكل كبير تزاد، هادشي ماشي معقول"، وأصبحت تهمة عدم احترام معايير السلامة الطرقية تلصق بمجموعة من سائقي "الطربورطورات"، الأمر الذي جعل مصدرا مطلعا يؤكد أنه في غضون السنوات المقبلة، سيتم إخضاع سائقي الدراجات ثلاثية الدفع إلى قانون خاص بهم، وأنهم سيكونون مجبرين على اجتياز امتحان سياقة هذا النوع من وسائل النقل الجديدة.
وقال مصدر لـ"المساء": "لابد من التعامل بصرامة مع بعض سائقي الدراجات الثلاثية الذين لا يحترمون مدونة السير، فهناك الكثير من الممارسات السلبية التي يقوم بها بعض السائقين، الأمر الذي يستدعي التعامل بشكل جدي مع هذه الظاهرة التي تنامت بشكل كبير في العاصمة الاقتصادية خلال السنوات القليلة الماضية".
وللإشارة فإن الإشكال الذي تعرفه منطقة درب عمر ليس وليد اليوم، بل إنه في العقد الأخير من القرن الماضي تم الحديث عن وجود خطة لتحويل متاجر هذه المنطقة، لكن هذه الخطة لم تجد الطريق معبدا لها من أجل التنفيذ، وفي هذا السياق: يقول مصدرنا: "من الصعب جدا فرض قرار تحويل متاجر درب عمر على التجار، لأن الأمر يتعلق بسجل تجاري، وأن المنطقة أصبحت معروفة بطابعها التجاري". الطابع التجاري الذي أصبحت معروفة به منطقة درب عمر، هو الذي دفع في بداية الألفية الحالية مواطنين من دولة الصين إلى فتح محلات تجارية في هذه المنطقة.
وتحولت منطقة "الحنطات" التي كانت مخصصة لترحيل درب عمر إلى مجرد أطلال، وانضافت بدورها إلى مجموعة من المشاريع المعلقة، التي صرفت عليها الملايير من السنتيمات دون أن ترى النور، وكان من المنتظر أن يتم تنقيل التجارة من درب عمر إلى "الحنطات"، إلا أن بعض التجار رفضوا هذا المقترح لبعد المنطقة عن وسط مدينة الدار البيضاء.