بواسطة سعيد عاتيق
ثمان سنوات مرت على الإعلان عن المبادرة الملكية الرامية بإعادة إيواء ساكنة كريان سنطرال بمنطقة الهراويين .
وقرابة أربع سنوات مرت على الإسكان والاحتماء داخل شقق ملغومة ، لأنه لاشيء تحقق من الوعود التي طالما وزعها المسئولون من حيث معالم المدينة المندمجة والمتكاملة المدينة الجديدة التي تتوفر على كافة شروط مقومات العيش الكريم .
حيث ظل كل المتدخلين في ملف إعادة الإيواء يمطرون الساكنة وهيئات المجتمع المدني بتطمينات ووعود تصب في كون مدينة الاستقبال ستكون نموذجا على الصعيد الوطني في إطار عمليات إعادة الإيواء لساكنة الصفيح .
ونظرا لرمزية كريان سنطرال وخصوصيته التاريخية والوطنية ستحظى ساكنته بما لم يتح لغيرهم ، ومرتكزهم دليلهم هو أن صاحب الجلالة من أعطى أوامره لتخليص أبناء قلعة الصمود والشموخ قلعة النضال والأبطال من براثن الفقر والتهميش، وأصدر تعليماته لكل الجهات المعنية بضرورة توفير كل المستلزمات الضرورية للعيش الكريم لهده الفئة التي طالتها سنين الغدر النسيان، وتطاول على مصالحها رعاتها وتكالب عليها من كان مفروضا عليهم إنصافهم سواء السلطات المحلية والمركزية المتعاقبة والبرلمانيين والمستشارين وكثير من مصاصي الدماء ...
لقد وزعت الوعود يمنة ويسرة ليلا ونهارا سرا وجهارا مفادها أن الساكنة المرحلة ستحظى بعناية خاصة تثمل في كون منطقة الاستقبال ستتوفر على كل البنى التحتية والمرافق الضرورية كالطرقات والإنارة ووسائل النقل الكافية ومراكز التطبيب والاستشفاء والمرافق الترفيهية فضلا على استتباب الأمن والأمان وكثير من الوعود التي أثلجت الصدور وأعادت الروح وزرعت الأمل في النفوس بعد غيبوبة وموت كارياني جراء ما عانته من قهر وظلم متعدد التلاوين ...
لكن أبت دار لقمان إلا أن تبقى وفية لحالها وأبى ﻨاسُهٓا إلا أن يأخذوا المشعل ممن سبقوهم وشعارهم " نحن على الدرب سائرون ولمنهاجكم أيها المسؤولون السابقون محافظون وعلى ولاد الكريان كادبون وعلى ظهر دكاكة وعلى آمالهم قاضيون... "
هده هي الحقيقة المرة التي اصطدم بها المرحلون : حيث لاإنارة كافية ولا وسائل نقل تؤمن تنقل المواطنين المعزولين ولا إحساس بأمن حيث صارت حجارة واحدة تسقط قتيلا في شارع عام وفي واضحة النهار والإسعاف الذي يتدخل في اللحظة المناسبة لايحضر حتي تقام صلاة الجنازة على الضحية وهو مرمي على قارعة الطريق ...
نعم هده بعض من مظاهر المدينة الجديدة المدينة المندمجة والمتكاملة التي هلل لها المسئولون وطبل لها المعنيون ...
إن منطقة الاستقبال تعاني في صمت
والساكنة تموت ببطء جراء مظاهر التهميش والإقصاء الممنهج
نعم انه تعذيب من صنف جديد
يدخلونك بين أربعة جدران قي عزلة
يبعدوك عن مصدر عيشك
يقطعون عنك وسائل التنقل
يموقعونك فاص أفاص مع مظاهر الإجرام
تستيقظ صباحا تجد المياه العادمة بللت فراشك وسدت عليك الطريق أمام منزلك
يقطع التيار الكهربائي عن الثلاجة وتعيش عتمة في شقتك مرارا وتكرارا
غابت أمام ناظريك سيارات الأمن ورجال الأمن ومراكز الأمن فغيبوا عليك الإحساس بهبة الدولة
الكلاب والحمير حيثما وليت وجهك
الغبار يتناثر والنفايات تثكاتر
والعطالة تنخر الأجساد وتنمو بازدياد
كل عناوين البؤس والتهميش والإقصاء بارزة في المدينة الجديدة بالقطب الحضري بالهراويين
إنها مدينة لي بروش بيريمي مادامت تتاخم مقبرة لي بيريمي
والمسئولون وكل المعنيون على علم تام بهدا الواقع المزري .
كل الجهات المعنية تعلم حجم المعاناة ولكن لمن تعاود زابورك أداود
لكن باشوية المنطقة – سدد الله خطاها وبارك الله لها في مسعاها - بها حركة وحيوية حيث تعقد اجتماعات ولقاءات مكثفة ويتم الإنصات إلى شكاوى المشتكين ومشاكل المعنيين ولا يسعنا إلا أن نبارك المجهودات لتترجم إلى مكتسبات التي عزّٓت على كبريات الإدارات والمؤسسات .
وفي انتظار دلك نقول هل تُصلِح الباشوية ما أفسدته الإسكان والداخلية ؟
وعندئذ سنطالب بإعادة هيكلة مقر الباشوية المتواضعة إلى مؤسسة تليق بأدوارها ورجالاتها !
